كلمة المركز

   إن إنشاء مراكز الأبحاث والدراسات في الدول النامية يعد حاجة ماسة لانتشال المجتمعات المتخلفة من حالة الفقر والجهل وهي ضرورة لأن الهوة تتزايد بين هذه الدول ومجموعة الدول الصناعية في المجالات العلمية كافة.وهناك وإذا ما أريد لهذه المراكز مواكبة حركة البحث والتطور العلمي في العالم نرى أن هناك خطوات عدة يجب اعتمادها من أبرزها:

النضج السياسي: كلما اتسم النظام بالنضج السياسي كلما توفرت دفعة قوية لبناء وعمل المراكز البحثية، إذ أن توفر البيئة المناسبة لإقامة هذه المراكز تقتضي الإيمان بأولوية النضج الفكري على حساب الاتجاه السياسي.

حرية العمل البحثي :  يجب توفير الحرية الكافية  لهذه المراكز في تناول ما تراه مناسباً من حقول المعرفة وفي القدرة للوصول إلى المعلومات التي يقتضيها عملها ،إذ  في ظل غياب حرية العمل فان هذه المراكز تظل مقيدة الحركة والإمكانيات و نتائجها هامشية وغير مجدية علمياً.

توفر البيانات: ضرورة التحرر من قيود سرية المعلومات لذا يجب إصدار تشريعات تحكم عمل مراكز البحث العلمي وتسهل عليها إمكانية الوصول للبيانات المطلوبة باعتبار أن ما ستنجزه هو لخدمة المجتمع ومتخذي القرار.

استقلالية المراكز: إن اعتماد المراكز  البحثية على مصادر أجنبية يجعلها أسيرة لتلك الجهات في طبيعة أبحاثها والنتائج التي تتوصل إليها ، لذا يجب على  هذه المراكز أن تحافظ على هويتها العلمية والأكاديمية وأن يكون التمويل ذا طبيعة شفافة وان تعلن نتائج البحوث للجميع .

جودة الباحثين بقدر امتلاك مراكز الأبحاث للكفاءات العلمية يتحدد أفق البحث العلمي وطبيعة نتائجه لذلك يجب عليها أن تعمل على استقطاب الكفاءات العلمية البحثية وتمد جسور التواصل مع حقل العمل.

والله الموفق


  • إبحث في الموقع

  • 

    جميع الحقوق محفوظة لـ مركز شنقيط للبحوث والدراسات الاستيراتيجية والمستقبلية © 2018